جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق 

جمال حسين يكتب: من يستطيع إسكات البنادق؟!

جمال حسين

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 - 05:15 م

من يستطيع إسكات البنادق؟!.. العالم يسأل.. من يقدر على إخماد نيران الحرب المستعرة على غزة ؟.. ومن يملك الضغط على إسرائيل لتوقف رخات القذائف التي تتساقط فوق رؤوس الأبرياء في قطاع غزة من الأطفال والنساء؟.. متى يعود قادة أمريكا وحليفاتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى رشدهم ويتخلون عن انحيازهم السافر لإسرائيل ؟.. لماذا لم يستجيبوا لنداء السلام الذي أطلقته القاهرة؟.. ولماذا لم يستجيبوا لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، صوت العقل والحكمة، بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار ؟.. من يوقف جنون الآلة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية قبل أن تتسبب في حرب عالمية قد لا تبقي ولا تذر؟.

متى ترتقي المواقف العربية إلى مستوى الحدث الجلل ؟.. ومتى يصطف العرب في وجه الغرور الامرائيلي ؟.. وأخيرا متى يستخدم العرب سلاح النفط للضغط على الغرب كما حدث في حرب السادس من أكتوبر؟

هذه هى أسئلة الساعة التي تتردد على كل الألسنة لحقن الدماء قبل فوات الأوان.

يوم السبت الماضي كان أول الغيث قطرة تمثلت في بدء إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة المحاصرين تحت القصف منذ ما يزيد على ٢٠ يوما ويعيشون مأساة إنسانية وصلت إلى الموت جوعا وعطشا ومرضا إذا نجوا من دانات الطائرات والصواريخ.

ورغم الحسرة على ما فات والترقب بخوف ورعب مما هو آت إلا أننا شعرنا بسعادة غامرة ونحن نرى نجاح الجهود المصرية في إدخال شاحنات الإغاثة الإنسانية معبر رفح مصحوبة بالهتافات والتكبيرات من شباب المتطوعين والسائقين.
 
دخلت المساعدات الإغاثية لإنقاذ من يصارعون الموت من الرضع والأطفال والنساء والعجائز المحاصرين بين رائحة الموت والبارود الجالسين فوق أنقاض منازل ابتلعت في باطنها أعز الأبناء والأهل والأحباب.
 
جرائم حرب مكتملة الاركان لا تقرها الشرائع والأديان بعيدة كل البعد عن أدنى درجات الآدمية والإنسانية.. صوت الطائرات أصم الآذان وهول التفجيرات لم يكن في الحسبان.
 
جرائم وحشية وحرب إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية أسفرت حتى الآن عن استشهاد ما يقرب من ٦ آلاف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وإصابة ١٦ ألف وتدمير البنية التحتية وقصف المساكن والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس.

ويبقي الأمل إن تنجح كل الجهود لإسكات صوت البنادق.

الرئيس السيسي بادر بعقد مؤتمر القاهرة للسلام وكلمات القادة ورؤساء الوفود جاءت قوية تستصرخ ضمير الإنسانية.. لكن لاح في الأفق وبان ما لم يكن في الحسبان ..جاءت كلمات ممثلي أمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا محبطة ومخيبة للآمال ومنحازة للكيان رافضين المساس بإسرائيل من قريب ولا من بعيد في الوقت الذي كالوا فيه الاتهامات لحماس وبذلوا قصارى جهدهم لتهجير أهالي غزة قسريا إلى سيناء فيما وراء الحدود حتى يحققون الهدف المنشود.

وعجبا تفعل أمريكا فقد استخدمت حق "الفيتو" مرتين وأحبطت تمرير قرارين لروسيا والبرازيل لوقف إطلاق النار ولو لهدنة إنسانية حتى تمنح إسرائيل الوقت الكافي لإبادة الفلسطينيين بكل هدوء وروية.

هل يتحرك أحرار العالم بعد أن ظهر واضحا جليا للجميع من يبارك استمرار الحرب ويرفض إسكات البنادق؟ !!

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة القاهرة للسلام جاءت قوية وحاسمة وشجاعة معبرة عما تجيش به صدور المصريين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة